الخميس، 9 أكتوبر 2008

الــوداع


سافري ومع دمعي أتركيني

نقشتُ حبي في أعلى جبيني

إذا لم أبكي في هذا اليوم

فما الشيء الذي سيبكيني

إن كنتُ الليل فأنتي قمري

لماذا في الظلام إذاً تبقيني

إن كنتُ البحر فأنتي شاطئي

فكيف سأموج ولا تلامسيني

سافري والمشاهد الأخيرة

هي الختام لأنها تنهيني

فماذا سأودع يا أمل الدنيا

وأين تستقر يتيمتا عيناي

هل عند العينين المسافرة

أم في الفم الغني الثميني

أم بوسط شعركِ الليلي

أم بجمالٌ أنا فقط يعنيني

أم عند سحرِ الصوت الرقيقي

الذي زاد من درجات جنوني

أو في حرير سكن عند يديكِ

التي ستبقيني او انها لا تبقيني

لقد عجزت عيني يا فاتنتي

في كل الأحوال تقتليني

إذا تأملت أنا فقط ظلكِ

سيبقى في أيامي فعذبيني

إذا إستنشقتُ للحظة عطركِ

تنتهي إبتساماتٌ فدمريني

أرجوكِ قبل الوداع الأخير

أن تسمحي يا من تمحيني

ان أجعلك لوحةً وقصيدة

وعصفورة تطير لتناديني

فأنتي أغنية لحنها دموعي

وكلماتها من بحر الحنيني

تفوهي بأي كلمة فلا تصمتي

لا أريد الحقيقة سيدتي فإكذبي

وقولي بأنك كنت فقط تمازحيني

وبأن السفر لن يأخذكِ أبداً مني

فيا سيدتي بعض الأمل أعطيني

وأقتلي كل الصدق يا جنوني

الحقيقة الآن أبداً لا تعنيني

أنطقي بأنكِ باقيةً للأبد عندي

وإبعدي السفر عن شبح ظنوني

ولكن يا عمري أرى في عيناكِ

نظرةً في الغد أظنها لن تأتيني

أرى أيتها الباكية شفتاكِ تنطق

من دون أن تكوني تكلميني

ويقترب الآن موعد الرحيل

وتحتاري كيف ستودعينني

كيف الوداع يا لغز حياتي

بعناقٍ أم بأمطار العيوني

أحاول إظهار بسمة تسعدني

لكن ترفض الأوامر لجفوني

طلبي الأخير منكِ يا حزني

أن تهدئي الآن وتسمعيني

حين تمشي للسفر لا تتلفتي

ولا تنظري إلى لون عيوني

كي لا تشاهدي أبداً غضبي

في لحظة من يومي المشئومي

وإسمعي آخر كلماتي يا حياتي

فحين رأيتكِ جاء طفل جنوني

وحين ذهبتي جاء جنون جنوني

ليست هناك تعليقات: