الأحد، 12 أكتوبر 2008

تائِه الخطوَات مِن دُونكِ


سَاعة زمَن جَمعتنا مَعاً

لحظةِ ألمْ فرّقت قلبَين كَانا

تعاهَدا عَلى الحُب والوَفاء

كُنا إثنينْ والحُب ثالثنا

وكُنا حَبيبينْ جَميلينْ

والإخلاصُ جَمعنا

بَكينا ولَعِبنا وضَحِكنا

وتقاسَمنا الفرَح والحُزنَ مَعاً

أقسَمْنا بِأنْ لا نفترقَ أبَداً

لكنْ وَفي لَحظة جِفاء

سَكن الخَوفَ قلوُبنا

وتبَخّرت كُل أمَانينا

وضاعَ كُل الحُب

في ظُلمة ليَالينا

كَأننا في يوماً لمْ نكُن

وأصبَحنا نلتقي كالأغرَاب

ننظُر إلى أنفسُنا بكِبرياء

ولمْ يَخضَع أيّ مِنا لِلآخر

قولِي لِي أيْنَ أنتِي الآن

يا حُلمي ويَا كُل أمَلي

كُنا هُنا بِالأمسْ مَعاً

كنتُ أنا دَمعةً بعَينكِ

كنتُ أنفاسَكِ الثكلَى

وجُرحكِ المَبتور

ودَمكِ المَسْحوُر

وبَيتكِ المَهجُور

هَكذا كنتُ أنَا

لكنْ الآن أيُن أنتي

بَعيدةٌ عَني ولكنّكِ قريبَة

أقرَبَ مِنْ الدَمِ للوَريد

تائِه الخطوَات مِن دُونكِ

أشعُر بغُربة مِنُ دُونكِ

أخافُ مِنْ عَدمْ لقيَاكِ

وإحتِوائكِ مَرةً أخرَى

وإحتِضَانكِ بدِفء

كمَا كنتُ أحلَم

مِنْ قبل أناديكِ

حـَـــبــــيــــبـَـــتــــي

بَعدَ دموُع أنهَمرَت حَتّى جَفّت

أناديكِ بَعدَ صَمْت إنتِظار طال

وليتني أسْمعُ صَدى صَوتكِ

يَأتيني ليُخففْ عَنّي آلامِي

أريدُ أنْ أرَاكِ لأرتشفْ

مِنْ عُذوبَة قلبكِ الحنوُن

لأرتوِي مِنْ حُبكِ ألذيْ أعيَانِي

أنادِي وَأنادِي فهَل مِنْ مُجيبْ

أخبِريني لمَاذا أموُت بسَبَبكِ

لمَاذا أتعذّبُ أنا مِنْ بُعدكِ

كُل الوُجوهْ أصبَحَتْ أنتِي

وكُل الأصوَاتْ تنادِيكِ أنتِي

لـــِـــمــَـــا كـــُـــلّ هـــَـــذا

مَاذنْبي إذا في يَوماً أحبَبَتكِ

هَل هَذا مَا يُسمّونه بالحُب

ألذيْ قيدَني بسَلاسِل

مـــَــاذا أفـــــعــَـــل

هَل أنثرُ هُموُمِي بِطريقكِ

لأنْ يَحسْ بمُعاناتي

حــَـبـــيـــبـَــتـــي

هَذهِ آخرُ كلمَةٍ أقولُها

ليتكِ تسمَعي نِدائِي الأخير

فإنْ لمْ تسمَعينِي أوْ تشعُري بِي

وجِئتي أيْضاً يَوماً مِنْ الأيّام

وجَدتيني بَقايا مِنْ جُروح

ونهْراً مُتدفقاً في قلبِي

أو رُبّما قدْ وجَدتي عَينِي

قدْ فقدَت بَريْقها وذَبلت

فلا تَحزَني أبَداً يا حَياتي

فإنّها كانت دوماً تبحث

عَنْ مَلامِحكِ في كُل مَكان

لا تسْتغربي أبَداً حَبيبَتي

لكنْ أمنحُكِ مَا تبَقى

مِنْ همُومِي وأحزَاني

لتدفِنيهُم مَعْ حُبكِ وحَنانكِ

في قبْر ذِكريَاتِنا الحَزينةِ والأليْمَة

ليست هناك تعليقات: