الاثنين، 13 أكتوبر 2008

سـيـدتـي زيـديـنـي ألـمـاً


ســــــــيــــــــدتــــــــي

قد تاهت الأفراح في ذاتي

وإعتقلت الأحزان حياتي

ولم أعرف أن الحياة بدون

حزن لا تساوي شيئاً

وأن الفرحة هي

من تضيّع أوقاتنا

وتنسف إبداعاتنا على

صدر هذ الزمن ألباهت

يـــا ســـيـــدة الـــحـــزن

هل لي أن أنهل من حزنكِ قطرات

وأشرب من عذب همومكِ رشفات

مللتُ وأنا أبحث عن السعادة

وعجزتُ أن أصل إلى الفرحة

لماذا لا تنشدني تلك السعادة

ولماذا الحزن والألم هو من ينشدني

ويبحث عني ويحرص على صداقتي

ســــــــــيــــــــــدتــــــــــي

هل الوفاء من شيم الأحزان

أم أن الحزن هو من إرتبط

في قلوبنا على حساب الوفاء

ســــــــــيــــــــــدتــــــــــي

لقد قرأتُ كتابكِ وعرفتُ حياتكِ

وهالني هذا الإنسجام الفريد

والمتناسق مع أحزانكِ

كيف روّضتي حزنكِ

وكيف أرحتي آلامكِ

وكيف تنشدي همومكِ

في هذا الزمن الباهت

أي سحر إستعذب عتابكِ

وأي عشق سلبتي به

غربة همومكِ هذه

لستُ أعلم كيف

تغلي الأحزان

في صدركِ هذا

ولستُ أعلم كيف

تثورين على الفرحة

فتجعليها قطرة باهتة

أمام شلاّلات أحزانكِ

رأيتكِ فرأيتُ الطموح

المتعالي على تِلك

الإبتسامة البريئة

وقرأتكِ فذقتُ الجموح

الطاغي لأجل دمعة حزينة

والآن قولي لي أرجوكِ

أهكذا هي حياتكِ

أهكذا تسير أيامكِ

كيف لكِ أن تعيشي

وأنتي تحملين هموم

الحزن في ألامكِ

ســــيــــدتــــي

لماذا جعلتي من

الفرحة والسعادة

والإبتسامة والتفاؤل

أعداء من دون معارك

وأغبياء بدون أن تشاهدي

أو تعلمي شيئاً عن شهاداتهم

نعم لماذا كل هذه الصفات تفشل

من أول إمتحان لهم في مدرسة حياتكِ

ولماذا يتفوق الألم والهم مع مرتبة الشرف

دون إمتحان أو دورة سنوية في القبول

هل هو ظلم ظاهر منكِ إلى الزمن

أم تحدي سافر من حياتكِ

لأجل عشق للحزن

لازمكِ منذ أوائل

حرمانكِ وبدايات أحزانكِ

أهو الوفاء في مدرسة الدموع

أم الحنين في عمق الذكريات

أم أنها معركة بينكِ وبين الحرمان

قولي لي هل هذه حرب إبادة

أم هي حرب حياة أو موت

أم نصمت أمام أفكارنا

ونقاتل لأجل نظرياتنا

ســــيــــدتـــي

في حقيقة واقعي

قد أتعبتني هذه الحياة

ولازمني ذاك الحزن

منذ ان كنت صغير

إلاّ فقط أنني أتجاهله

ولله دره ما أعظم وفائه

لم يتركني رغم جفائي

له طوال هذه السنين

حاولت أن أستعذبه فلم استطع

وحاولت أن أتركه فلم يرضى بفراقي

وحاولت أن أقتله وأقوم بدفنه

فعرفت بعد تفكير طويل

أن الفرحة لن يكون

لها طعم من دونه

وفي الأخير قتلتُ أيامي

لأكون صريع حرماني

في بوابة ذكرياتي

لأفتش عن أحزاني

فلا أجدها أبداً

وأبحث عن حرماني

فإذا بي أراه يضيع

في صدور البشر

يبحث عن مكان يسكنه

وحضن دافئ يضمه

وبحثتُ عن همومي

فوجدتها أخيراً

تبحث عن الحزن

ألذي تركتها بعدما

فارقتني في ايامي

ســــيــــدتـــي

ها قد جئتُ إليكِ

أريد أن أغرق

في محيط أحزانكِ

وأنتشي لحظات

من روح همومكِ

وأستعذب ألامكِ

لتصنع لي جراحاً جديدة

وأعدكِ أنني سأحافظ عليها

فلن أعالجها ولن افعل بها شيئ

ولن أبحث لها عن حل يداويها

لأني عرفتُ أننا نبحث

عن الفرحة والسعادة

ولكنهم تكبروا على قلوبنا

وتجبروا على دموعنا وآهاتنا

فلم نجد أبداً إلا الخل الوفي

ألا وهو الحزن ألذي لم ولن

نرضى بالتنازل عنه أبداً

فالفرحة عمرها قصير جداً

والحزن دائم الحضور

في كل مكان وأي زمان

ســـــــيـــــــدتـــــي

كم أحب ذاك الحزن

وياله من رفيق عزيز

يرضى بصحبتنا

ولا يخالف منهجنا

ولا يقلل من شأننا

ولكنه يثور غضباً

على كل فرحة تجابهنا

لأنه خائف أن نتهور

ونلامس الفرحة

لتخدعنا بمظهرها

وتتركنا هناك

في آخر طريق

نذالة السعادة

وحماقة الفرحة

أن تبحث عنها

وتطلب كل رضاها

وهي تتجبر وتتكبر عليك

ومثالية الحزن انه يبحث

عنك وتتكبر عليه

فلا يتركك ولا يفقدك

ولا يبعد عنك أبداً

فهذه هي الصداقة المثالية

لأروع صفات لازمت الإنسان

وعبرت بكيانه إلى محيط الزمان

ســــــــيــــــــدتــــــــي

زيديني ألاماً

زيديني حزناً

زيديني هماً

زيديني حرماناً

من حديقة زمانكِ

ومن أشواك أيامكِ

فالفرحة لا نملكها

لأننا لن ننشدها

ولكن الحزن هو

من نملكه في ايامنا

لأننا في يوم قد نشدناه

وها هو لا زال وسيزال

في جوانحنا إلى أن

تنتهي مهلة همومنا

إما بموت فنرتحل عنه

أو بفرحة تنسينا صداقتنا

لأحزاننا ليشتمنا الوفاء

وتعزي الأحزان كل

تلك الدموع الجاريه

ولكننا أكبر من الفرحة

وأشرف من السعادة

لأن الحزن كتاب قرأناه

وفي أول يوم من أيامنا

تصفحنا أول صفحاته

فأهلاً بحزن يجعل

الوفاء من شيمنا

ولا حيا الله فرحة تنغص

علينا رفقتنا مع أحزاننا

فنحن إن عانقنا الفرحة

فسنبوء بإثم حزننا

وإن رافقنا الحزن والألم

فنحسوا كأس وفائنا

وإخلاصنا للحزن

عندها ستتجدد الأحزان

وستفرح الآلام

وستشرق الهموم

لأجل إخلاصنا لهم

فقد توقدت قلوب

الأحزان حباً لنا

وتوطدت علاقة

الهموم فتنة بنا

وإنتعشت الآلام حينما

رأت إهتمامنا بها

فالفرحة لها حماقة تحلق

في بنفوس الاغبياء

والسعادة لها أسلوب

الكذب على الأنقياء

فما رأيت سعيداً في حياتي

إلا ويخاف البكاء والحزن

ويتكدر من الهم ويخاف الألم

ولماذا لاترافقهم أيها السعيد الكاذب

كي تعانق طموحهم الحزن العالي

وتأسرك دموع الألم المنسكبة

على كل فرحة وسعادة

وتعانق سماء الهموم

لكي لا تخاف أبداً

ســــــيــــــدتــــي

هناك معضلة تؤرقني

ألا وهي أنني لا زلت

تلميذاً بسيطاً في مدرسة الآلام

ومجلدات الأحزان وقواميس الهموم

فإن إنتهى حزني وبات ألمي

ينشد الفراق عني

لأجل فرحة عاتية

أو سعادة يراها قادمة

هل تسعفيني من ألامكِ

وتسقيني من نهر همومكِ

لأتذوق كؤوس آلامكِ

سيأتي ذاك اليوم المعتم

وحينها سآتي إليكِ وأقول

فـــيـــا ســـــيـــــدتـــي

زيديني ألماً وزيديني حزناً

زيديني و زيدني لأبد الآبدين

وتقبلي فائق آلامي متوجة بأحزاني

ليست هناك تعليقات: